مدى حاجة التخصصات الهندسية التكنولوجية للعلوم الاجتماعية؟
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إطلاق العنان للعلوم التكنولوجية عموماً، لتكتسح مدرجات الجامعات بتدافع الراغبين في الالتحاق بتخصص التكنولوجيا، بل التشديد في متطلبات قبول دخول كليات الهندسة، والطب، بنسب عالية تدفع ببعض المساكين الذين وقعوا في فخاخ الدعاية الإعلامية إلى الانتحار. بل أن تفريغ الخطط الدراسية للعلوم الهندسية من مقررات العلوم الإنسانية والاجتماعية أدى إلى تحول خريجي الهندسة إلى غير مبالين بما قد تتركه تخصصاتهم الهندسية من تهديدات بيئية، وصحية، تمس حياة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية.
كذلك يوجد تباين جليّ بين مفهوم العلم اليوم قد يكون سببًا في تعميق الهوة بين العلوم التطبيقية التكنولوجية والعلوم الإنسانية والاجتماعية. فعندنا من يرى بانحياز إلى أن العلم يقتصر على العلوم الشرعية المتعلقة بالتفسير والحديث والفقه، وفي المقابل عندنا على الطرف الأخر من يعدّ العلم كل مختزل فيما هو مرتبط بالعلوم التطبيقية التجريبية. وهذا يحتاج إلى المقاربة بين النقيضين فلا علوم شرعية من دون علوم تطبيقية ولا يمكن للعلوم التكنولوجية أن تخدم الإنسانية من دون علوم دينية. يرى الباحث وجود ضرورة ملحة ليتعرف طلاب الهندسة التكنولوجية على الآثار الاجتماعية، وشد أنتباههم إليها، التي قد تتركها ثقافة التباهي بالعلوم الهندسية والتمسك بدراستها من دون غيرها من مقررات متخصصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية. يجب أن يكون تدريس مقررات في العلوم الاجتماعية لطلاب الهندسة إجباريًا وليس اختياريًا.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.