تحصين المعنى بالعدول الصرفي بين المصدر المؤول والمصدر الصريح في تفسير البحر المحيط لأبي حيان دراسة صرفية دلالية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
حظِيَتْ اللغةَ بعنايةٍ خاصةٍ من علماءِ الأُمَم؛ للحفاظ عليها، والارتقاء بها، وتخليصها ممّا يعلقُ بها من شوائبَ مع مرور الزمن؛ لأنَّها تُعَدُّ مظهرًا من مظاهر الحضارة لأيَّةِ أُمةٍ من الأُممِ، فحضارات الأُمَمِ تُقاسُ بلغاتها، ومدى استيعابها لما ينتجه الفكر الإنساني في مختلف مجالات العلوم.
وعلمُ الصّرف من أهمِّ علوم العربية مبحثًا، وأغمضِها موضوعًا، وأحقّها اعتناءً به درايةً وفهمًا فهو ميزان العربية، وبه تُعرَف أبنية الكلم، وتُضبَط الصّيَغ ويُعرَف الأصيلُ من الدخيل، لذا قال فيه ابن جني: (وهذا القبيل من العلم -أعني التصريف- يحتاج إليه جميع أهل العربية أتمَّ حاجة، وبهم إليه أشدّ فاقة؛ لأنَّه ميزان العربية، وبه تُعرَف أُصول كلام العرب من الزوائد الداخلة عليها، ولا يوصل إلى معرفة الاشتقاق إلّا به، وقد يُؤْخَذُ جزء من اللغة كبير بالقياس، ولا يُوصَل إلى ذلك إلا من طريق التصريف). وساغ لابن عصفور أنْ يقول: (والتصريفُ أشرف شطري العربية وأغمضهما).
وبعد هذا ارتأت أن تكون الدراسة لظاهرة «تحصين المعنى بالعدول الصرفي من المصدر الصريح الى المصدر المؤول وعكسه عند أبي حيّان في البحر المحيط (دراسة صرفية دلالية) » في سبيل تحقيق هذه الغاية، وقد ينتهج الباحث المنهج الاستقرائي التحليلي الذي يقوم على استقراء نماذج من الآي عند أبي حيان في تفسيره التي تبين وظيفة المصدر الصريح والمصدر المؤول، ومن ثَم مقاربة هذه النماذج وتحليلها بحثاً عن دلالات تحصين المعنى برصد تحولات تركيبات تلك النماذج وأثرها في السياق وما وظّفته من معانٍ تفرزها أنظمة اللغة (النحو والصرف والدلالة).
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.